2025-07-04 14:56:20
مارسيلو اليندي، الرئيس التشيلي الأسبق، يظل أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ السياسي لأمريكا اللاتينية. كرئيس اشتراكي منتخب ديمقراطياً، حكم تشيلي من عام 1970 حتى انقلاب عام 1973 الذي أنهى حكمه وحياته بشكل مأساوي.

مسيرته السياسية المبكرة
وُلد اليندي في 26 يونيو 1908 في فالبارايسو، تشيلي، لعائلة من الطبقة المتوسطة. درس الطب في جامعة تشيلي، حيث تأثر بأفكار الاشتراكية والعدالة الاجتماعية. انضم إلى الحركة الطلابية وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي التشيلي في عام 1933.

خمسينيات وستينيات القرن الماضي شهدت صعود نجم اليندي كسياسي بارز. ترشح للرئاسة أربع مرات قبل أن يفوز أخيراً في عام 1970، ممثلاً لتحالف "الوحدة الشعبية".

رئاسته وإصلاحاته الجذرية
حين تولى اليندي الرئاسة، أطلق سلسلة من الإصلاحات الاشتراكية الطموحة، منها:
- تأميم صناعة النحاس، المصدر الرئيسي لدخل تشيلي، مما أثار غضب الشركات الأمريكية.
- إصلاح زراعي لتوزيع الأراضي على الفلاحين.
- تحسين الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والصحة.
لكن هذه السياسات واجهت معارضة شديدة من الطبقة الحاكمة التقليدية وواشنطن، خاصة في ظل الحرب الباردة.
الانقلاب ونهاية مأساوية
في 11 سبتمبر 1973، قاد الجنرال أوغستو بينوشيه انقلاباً عسكرياً بدعم من الولايات المتحدة. قصف الجيش القصر الرئاسي، ووجد اليندي ميتاً في ظروف غامضة. بينما أعلنت السلطات العسكرية أنه انتحر، يشكك الكثيرون في هذه الرواية.
إرث اليندي
رغم مرور عقود، لا يزال اليندي رمزاً للمقاومة ضد الديكتاتورية وللنضال من أجل العدالة الاجتماعية. في تشيلي اليوم، يُذكر كبطل شعبي، خاصة في ظل الاحتجاجات الأخيرة المطالبة بإصلاحات تشبه تلك التي نادى بها.
ختاماً، يمثل مارسيلو اليندي نموذجاً للزعيم الذي ضحى بحياته من أجل مبادئه. قصته تذكرنا بأن الديمقراطية والعدالة ليست مكتسبات دائمة، بل تحتاج إلى حماية مستمرة.