2025-07-04 15:06:26
تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا تطورات مستمرة في ضوء القضايا المشتركة التي تؤثر على مصالح البلدين، خاصة فيما يتعلق بمشروع سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على تدفق مياه النيل. تعتبر مصر وإثيوبيا من الدول الرئيسية في منطقة القرن الأفريقي، حيث تربطهما روابط تاريخية واقتصادية، لكن الخلافات حول الموارد المائية تظل نقطة خلاف رئيسية.

سد النهضة: أزمة مستمرة
يعد سد النهضة الإثيوبي أحد أكثر القضايا إثارة للجدل بين البلدين، حيث تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من مياه النيل، وهو ما يعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين المصريين الذين يعتمدون على النيل في الزراعة ومياه الشرب. من جهتها، تؤكد إثيوبيا أن السد ضروري لتوليد الطاقة الكهرومائية وتنمية اقتصادها. وعلى الرغم من المحادثات المتعددة التي جرت بين الجانبين بوساطة أفريقية ودولية، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف.

التعاون الاقتصادي والسياسي
رغم الخلافات حول المياه، تسعى مصر وإثيوبيا إلى تعزيز التعاون في مجالات أخرى مثل التجارة والاستثمار. فقد شهدت السنوات الأخيرة تبادلاً تجارياً متزايداً بين البلدين، كما تبحث القاهرة وأديس أبابا فرصاً للتعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية. كما أن كلا البلدين يلعبان أدواراً مهمة في استقرار المنطقة، حيث تعملان معاً في إطار الاتحاد الأفريقي لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة.

مستقبل العلاقات المصرية الإثيوبية
يبقى مستقبل العلاقات بين مصر وإثيوبيا مرهوناً بالقدرة على إيجاد حلول وسطى لقضية سد النهضة، مع الحفاظ على المصالح الحيوية لكلا الجانبين. في الوقت نفسه، يمكن للتعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية أن يعزز الثقة بين البلدين ويفتح آفاقاً جديدة للشراكة الإستراتيجية.
ختاماً، تظل العلاقات المصرية الإثيوبية علاقة معقدة تجمع بين التحديات والفرص، ويتوقف تطورها على مدى قدرة الطرفين على تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والمصالح المشتركة.