2025-08-04 10:39:30
سادت حالة من التفاؤل في الأوساط الكروية الإيطالية بعد تعيين روبرتو مانشيني مدرباً للمنتخب الوطني في مايو/أيار الماضي، لكن هذا التفاؤل تبدد سريعاً بعد الخسارة أمام البرتغال بهدف نظيف، مما أثار مخاوف جديدة بشأن مستقبل الفريق في دوري الأمم الأوروبية.

خطر الهبوط إلى المستوى الثاني
تواجه إيطاليا خطر الهبوط إلى المستوى الثاني في دوري الأمم إذا احتلت المركز الأخير في مجموعتها، وهو سيناريو مخيف لمنتخب يحمل تاريخاً عريقاً في كرة القدم العالمية. وقد أجرى مانشيني تسعة تغييرات في التشكيلة الأساسية أمام البرتغال، في محاولة واضحة لإيجاد التوازن المناسب بين الخبرة والشباب، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال.

أزمة عدم التأهل إلى كأس العالم تتكرر؟
فشلت إيطاليا في التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وهو إخفاق تاريخي لا يزال يؤثر على معنويات اللاعبين والجماهير. والآن، يبدو أن المشكلة لم تُحل بعد، حيث يفتقر الفريق إلى القوة الهجومية والتنظيم الدفاعي الذي يميز الفرق الكبيرة. الصحف الإيطالية، مثل "غازيتا ديلو سبورت"، لم تتردد في انتقاد الأداء، واصفة إيطاليا بأنها "تتراجع باستمرار إلى الخلف".

دوناروما.. بصيص أمل في تشكيلة ضعيفة
الحارس الشاب جيانلويجي دوناروما (19 عاماً) كان أحد القلائل الذين لاقوا استحساناً بعد المباراة، حيث أثبت أنه خليفة جديرة بالمخضرم جيانلويجي بوفون. لكن بقية التشكيلة تفتقر إلى المواهب الواعدة، خاصة في خط الهجوم، حيث فشل تشيرو إيموبيلي، رغم تألقه مع نادي لاتسيو، في تقديم أداء مقنع مع المنتخب.
مانشيني يلوم الدوري الإيطالي على أزمة المنتخب
وجه مانشيني انتقادات حادة للدوري الإيطالي، مشيراً إلى أن كثرة اللاعبين الأجانب في الدوري المحلي تقلل من فرص اللاعبين الإيطاليين في التطور. وأكد أن الحل الوحيد هو منح الشباب فرصاً أكبر، حتى لو كان ذلك يعني خوض تجارب صعبة. وقال: "نحن لا نحب الخسارة، لكن يجب أن نأخذ المخاطرة ونكتسب الخبرة من هذه المباريات".
الهدف القادم: التأهل لبطولة أوروبا 2020
رغم التحديات، وضع مانشيني التأهل لبطولة أمم أوروبا 2020 كأولوية قصوى. وسيبدأ المنتخب مشواره في التصفيات في مارس/آذار المقبل، بعيداً عن ضغوط دوري الأمم. لكن السؤال يبقى: هل ستنجح إيطاليا في استعادة مجدها، أم أن الطريق إلى العودة سيكون أطول وأصعب مما يتوقع الجميع؟
في النهاية، يحتاج المنتخب الإيطالي إلى إصلاحات جذرية، سواء على مستوى التكتيك أو اختيار اللاعبين، إذا كان يريد تجنب المزيد من الإخفاقات التي باتت تؤثر على سمعته الكروية العريقة.